06-06-2023
broadcast
الأخبار
دق خزان غسان خطأ شائع
10يوليو، 2020 - 11:19ص

بقلم: حمدي فراج

يقع الكثير من المثقفين الفلسطينيين والعرب في خطأ شائع، مفاده: لماذا لم يدق "الرجال في الشمس" ، جدران الخزان الذين حشروا بداخله تهريبا بين العراق والكويت ، وماتوا دون دقه ؟ 

 الجواب، هو لأن ثلاثتهم أعجز عن ان يقوموا بهذا الفعل البسيط والعادي ، تقوم به كائنات اقل شأنا بكثير من الآدميين، خرافا وكلابا  وارانب، إن حشرتها في صهريج تصل حرارته فوق احتمالها، فإنها بالضرورة ستقوم بدقه وقرعه كي تدفع طائلة الموت الذي يتربصها خلال دقائق.

 أراد غسان كنفاني، الذي وضع هذه الرواية عام 1957 ، اي بعد النكبة بحوالي تسع سنوات ، إن من يترك أرضه ووطنه ليبحث عن "لقمة عيش" في المهاجر ، سيفقد مقومات ذاته وانسانيته ، وسيصبح دون أن يتجرأ على قرع جدران خزان كي ينقذ حياته وحياة اخوة او زملاء له عض ناب الجوع أطفالهم، يتكلمون نفس اللغة في وطن تم اقتناصه واغتصابه امام اعينهم، فتركوه بدعوى البحث عن لقمة العيش. 

لقد ذهب غسان في هذه الرواية ابعد من ذلك بكثير ، إذ بعد أن أماتهم ميتة مذلة مهينة أعجزتهم واقعدتهم عن الدق ، رغم انهم دفعوا ثمن النقل في صهريج الامير الكويتي ، ألقى بهم في مزبلة الكويت الرئيسية، بدلا من ان يعيد جثامينهم الى أهلهم، او الى الحكومة العراقية او بلدية الكويت لكي تقوم بدفنهم كما الشريعة الارضية والسماوية ، حفظا لكرامتهم وكرامة الاحياء من بعدهم ، لكن المكان الوحيد الذي رآه موائما لهم بعد موتهم، كان المزبلة. كأنه اراد ان يقول لهم: هاكم مكانكم الذي تستحقون. 

ربما تركبت كل هذه القسوة على هؤلاء العمال البسطاء ، لأنهم ايضا وثقوا في قيادة فلسطينية رمَزَها غسان في شخص "ابو الخيزان" ، مقاتل فلسطيني اصيب في حرب 48 برصاصة في خضيريه، فلم يعد يستطيع الانجاب، هاجر بدوره الى الكويت وعمل لدى الامير سائقا على صهريجه وقوادا في مواخير بغداد والراقصة "كوكب"، فما كان منه بعد ان ألقى بجثثهم في المزبلة، أن عاد وجردهم من اموالهم وساعاتهم وبقية ممتلكاتهم، كأن غسان اراد ان يقول لهم: هذا جزاء من يراهن على قيادة رجعية او برجوازية وطنية ليس لها هم أكبر من هم جمع المال ، وانها قد تتاجر بحياتكم ودمكم ومماتكم وآخر قرش في جيوبكم ، وأنه ما كان عليكم ان تسلموها قياد رقابكم بمجرد انه فلسطيني من نفس بلدكم ، ولا بمجرد انه مقاتل ، وبمجرد انه جريح ، فهو اليوم "مخصي" لا يمكن ان ينجب ، ولهذا قام في نهاية المأساة بسرقتهم.

يذهب اليوم نحو ربع مليون فلسطيني للبحث عن "لقمة العيش"في اسرائيل نفسها ، بعد ان يحصلوا على تصاريح خاصة ، يواجهون الموت عدة مرات في كل يوم؛ معاطات وطوابير وحواجز . "حزانات من نوع آخر" .

currency أسعار العملات
06 يونيو 2023
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
الشرطة تصدر توضيحًا للحدث الذي وقع في جنين
الشرطة تصدر توضيحًا للحدث الذي وقع في جنين
06يونيو، 2023
اقرأ المزيد
مصرع طفلة بأداة حادة جنوب غزة
مصرع طفلة بأداة حادة جنوب غزة
06يونيو، 2023
اقرأ المزيد
مستوطنون يخططون لمسيرة باتجاه بؤرة أفيتار السبت المقبل
مستوطنون يخططون لمسيرة باتجاه بؤرة أفيتار السبت المقبل
06يونيو، 2023
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
قوات الاحتلال تقتحم منزل المحرر كريم يونس وتصادر مركبة
قوات الاحتلال تقتحم منزل المحرر كريم يونس وتصادر مركبة
06يونيو، 2023
اقرأ المزيد
حملة اعتقالات واسعة بالضفة الغربية والقدس المحتلة
حملة اعتقالات واسعة بالضفة الغربية والقدس المحتلة
06يونيو، 2023
اقرأ المزيد
الطقس: أجواء غائمة جزئيا والحرارة حول معدلها العام
الطقس: أجواء غائمة جزئيا والحرارة حول معدلها العام
06يونيو، 2023
اقرأ المزيد