بقلم: الأسير أسامة الأشقر
تتواصل بلا توقف حالة الغليان والرفض المعبر عنها بمشاهد الحرق والتكسير والاحتجاج بمختلف الولايات المتحدة الأمريكية فما بدأ بحادثة قتل الشرطة الأمريكية للمواطن ذي الأصول الإفريقية جورج فلويد تحول بسرعة ليصبح انتفاضة شعبية عارمة رفضا لكل حالات القتل التي مارستها الشرطة الأمريكية اتجاه المواطنين من أصحاب البشرة السمراء ليظهر جليا ما يعتمل المجتمع الأمريكي من تناقضات زادت حدتها مع انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لتترافق كل هذه الأحداث مع انتشار فيروس كورونا الواسع النطاق في أمريكا وتزايد الحديث عن فشل الإدارة الأمريكية بأخذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة للتخفيف من آثار هذه الجائحة مما انعكس سلبا على الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني أكبر نسبة بطالة في العقد الأخير، هذه الأحداث المتوالية تضع الكثير من إشارات الاستفهام على قدرة هذا البلد الذي لطالما تغنى بقدرته المالية والعسكرية والتكنولوجية والذي ما لبث رئيسه يفرض شروطه على العالم وليس آخرها تحميل منظمة الصحة العالمية المسؤولية عن تفشي فيروس كورونا حيث اتهمها بمحاباة الصين وقام بقطع الدعم عنها وقطع علاقات الولايات المتحدة معها، فأمريكا تواجهه الآن تحديات بالجملة ليس أولها حجم الدين العام الذي يصل لمستويات قياسية وحالة التفكك التي تضرب البلاد ما بين مؤيد لسيادة العرق الأبيض المساند الأول لترامب والمجموعات الأكثر راديكالية المنادية بأولوية القضاء على الهجرة والمهاجرين وتنقية البلاد من كل الغرباء وما بين العقلانيين المتزنين المنادين ببقاء أمريكا بلاد الفرص لكل القادمين الذين يرون بها أرض الأحلام، كل هذا والبلاد تواصل النزف والتمزق على مختلف الأصعدة مما ينذر بجولة انتخابات تكاد تكون الأهم في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية نظرا لعديد التحديات الماثلة أمام الرئيس القادم.