بقلم: نادر عماد سكاكية

تعالت الأفواه وكثر المتحاورون وشاعت المناظرات وأدرجت المحاضرات والندوات في هذا الموضوع المصيري ، فكيف لا يكون كذلك ، وهو نقطة تحول كبير في صمام أمان المجتمع وتماسكه وقوته، إنه موضوع فايروس كورونا هذا الموضوع الذي ضاع بين مفرط ومفرط وبين مميع ومشدد . هل هذا الموضوع يستحق كل هذا الهلع ؟، وأن تلقى عليه أضواء الشهرة ؟ كم هو محظوظ هذا الجندي المجهول الذي لا يرى.

ما أعطى هذا الجندي المجهول كل هذا الزغم هو الضجة الإعلامية خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي . فالبعض أخذ الموضوع بجدية والتزم بإرشادات الوقاية والحجر الصحي المطلوب. و البعض الآخر لم يأخذ الأمر على محمل الجد وبدأوا يخرجون بفيديوهات فكاهية فيها نوع من السخرية وسرد قصص ليس لها أساس من الصحة ، وهذا ما يعرف بالشائعات،  وهنا يتساءل المرء هل هنالك داعي لكل هذا الهلع والخوف وللإجابة على هذا التساؤل يتوجب علينا الوقوف على مخاطر هذا الفايروس وتبعياته. 

وفي حقيقة الأمر زاد عن حده عبر وسائل الإعلام والتي ساعدت في زيادة الخوف لدى المواطنين من خلال الهلع الإعلامي الكبير عدا عن تنافس محطات التلفزة في نشر الأخبار والعواجل المتعلقة بكورونا. هذا كله أدى إلى جعل الشخص غير الحامل للمرض يتعرض للموت أكثر من الشخص المصاب نفسه وذلك بسبب إفرازات الجسم للهرمونات المتعلقة بالخوف مثل:  هرمون الأدرينالين والذي قد يؤدي إلى هلاكهم،  لأن البعد النفسي أخطر في بعض الأحيان إن لم يكن في غالبيتها عن البعد الجسمي .

وتمثيلا لهذا الوضع تحضرني هنا قصة أحد السجناء الذي تعرض للتعذيب من قبل السجان عن طريق إعطائه حقنة وهمية وقال له أنها تحتوي على مادة سامة وعاد إليه السجان  بعد وقت فوجده ميتا ، رغم أن هذه الحقنة في الحقيقة كانت حقنة مياه ، وسبب موته حتما وهو نهاية الأجل ولكن إيمانه بأن الحقنة احتوت على مادة سامة أدت إلى تدهور حالته الصحية ووفاته في نهاية المطاف .

فما يحدث اليوم من انتشار فايروس كورونا في جميع أنحاء العالم سببه هلعا وخوفا إذا ما زاد حده فقد  يؤدي إلى الهلاك ، ليس من الفايروس ولكن بسبب التوتر النفسي والخوف . 

لا شك و لا يستطيع أحد أن ينفي حجم المشكلة ، فالفايروس خطير ويتوجب أخذ الحيطة والحذر والتعامل مع الموضوع بمسؤولية وبوعي ، ولكن يجب في نفس الوقت عدم المبالغة في الخوف والهلع، لأن هذا بدلا من التغلب على المشكلة قد يكون سببا فيها . ولطمأنة الناس فقد تعرض العالم  مرار وتكرار بمحنة مشابهة خاصة عندما انتشر فايروس ساريس والذي أودى بحياة الكثير من الناس في العالم ورغم ذلك تم التغلب عليه.

فنصيحتي للجميع الأخذ بالأسباب والالتزام بقواعد السلامة العامة والتوكل على الله عز وجل،  لأن الحامي هو الله سبحانه وتعالى. وتنمنياتي للجميع بالصحة والسلامة . ونسأل الله العلي القدير أن تمر هذا المحنة بسلام.