بقلم: حمدي فراج
إذن كل شيء في فلسطين يدعو للغضب، بما في ذلك اهداء القدس عاصمة موحدة لاسرائيل، ومعها الجولان ، واعلان المستوطنات شرعية ، موضوع اعلان الغضب، فلماذا لم نغضب ؟ البعض المسؤول سيهرب من هذا السؤال، او يضع يده على عينيه لكي لا يرى، كالنعامة، والبعض سيقاوح كما يقول المصريون ، وسيقدم تقارير مفبركة ، والبعض الثالث سيختلق التبارير، ولا تستبعد ان يضع اللائمة على الجماهير او على المعارضة.
لقد ادرك الشعب الفلسطيني قبل انتفاضته الثانية قبل عشرين سنة ، ان اسرائيل انما تماطل في سلامها ، وكان موقفها من مجمل القضايا الخلافية واضحا وصريحا ، هل اوقفت الاستيطان مثلا ، ام انها كانت تقوم به سرا ؟ هل جنحت للسلم فعلا ، ام انها تحولت تحولا دراماتيكيا نحو اليمين الفاشي والديني والعسكرتاري . ألم تقم بمصادرة اموال المقاصة وكأنها اموالها ؟ فماذا فعلت السلطة ؟ هل اوقفت التنسيق الامني معها ؟ وإذا لم تفعل ذلك حتى الآن ، أفليس من واجبها ، او من حق الشعب عليها ، ان تصارحه ، لماذا لم تفعل ذلك . وإذا كان هذا شأنا امنيا او سريا او قدسيا لا يجوز مساسه ، فماذا عن البيت الداخلي ؟ الذي لا يتوقف خرابه عند الصدع الحمساوي الفتحاوي ، بل في منظمة التحرير نفسها حيث يقال ان جبهة النضال الشعبي قد اصبحت الفصيل الثاني فيها.
- متى سيكون اليوم القادم للغضب ؟
- ليس قبل ان تغضب السلطة ، إذ لا يقال للجنازة: دايمة.