17-06-2023
broadcast
الأخبار
سامر رفض أن يحكي القصة!
04أكتوبر، 2019 - 09:08ص

بقلم: حمدي فراج

"إحكي القصة" .... بهذه الجملة المقتضبة يواجهك المحقق الاسرائيلي في أقبيته ذات الخصوصيات الاستثنائية العالية ، يعرفها كل الذين خاضوا تلك التجربة الامتيازية الروحية الجسمية النورانية الثورية الرهيبة الرائعة ، والتي لا يستطيع الانسان نسيانها حتى لو بعد مرور اربعين سنة على مرورها كما مع حالتي ، واكثر مع آخرين ، ولا مقايضتها بأي شيء آخر ، بما في ذلك المال والشقة والوظيفة المتقدمة حتى التي يمكن ان تعتبر "حساسة" في مقدمة السفينة التي أبحرت في لج بحر السلام المزعوم.

"إحكي القصة" ، يعرفها عشرات بل آلاف الفلسطينيين ، كان يستهل بها المحقق الصهيوني حديثه ، كان يقولها حسب اللهجة التي بها تعلمها في الشوارع العربية ، بتشديد "القاف" واحيانا تخفيفها فتصبح "كاف" وتمدينها فتصبح مصرية ، لكنك ستدرك ان وراء ان تستجب فتحكيها ، يكمن احيانا بضع سنوات وراء قضبانهم واحيانا عشر سنوات او عشرين ، مؤبد ومؤبدات ، فتصبح الجملة بمثابة كابوس يطاردك ليلا ونهارا وحالة من الندم الذي لن ينتهي الا بانتهاء الحياة : يا ليتني لم أحك القصة.

غالبا جدا لا تنتهي المسألة بحكاية "القصة" كما ترغب ولا كما تريد ، بل بما يريد المحقق ، حتى تجد نفسك منساقا لترويها كلها "من طقطق حتى السلام عليكم" فلا يبق أحد له علاقة بها الا وقد اوردت اسمه ودوره ، حتى جاء كتاب "فلسفة المواجهة وراء القضبان" وكتاب آخر "احكي القصة" الذي وضعهما المناضل محمود فنون ، وخلاصتهما ان الاعتراف "حكي القصة" بمثابة خيانة لأبطال القصة ، ومن بينهم أحيانا الام او الاخت او الزوجة.

تنامت حالة الصمود في الاقبية ، ودفع العشرات حياتهم وسالت دماؤهم في الاروقة المخصصة للتعذيب لانهم رفضوا حكي القصة، حتى جاء وقت ان يقول المعتقل للمحقق: ليس لدي قصة. 

ثم : لا اريد ان احكي القصة . ولكثرة الارواح التي أزهقت، شعرت دولة الكيان بالحرج ، فقررت تغيير الانظمة والقوانين بما فيها القانون الذي يسمح بمحاكمة من يحكيها "القصة" ومن لم يحكيها ، وهو القانون الذي صدر اواخر عقد الثمانينات والذي حمل اسم "قانون تامير" ، لكن التعذيب استمر واستمر معه القتل ، بمعنى استمرار الصمود واستمرار رفض "حكي القصة" حتى جاء سامر العربيد ليفضح الاجراءات والانظمة وتشريع التعذيب حتى ملامسة الموت.

 قالت القاضية العسكرية برتبة رائد في دولة القتل واسمها ميراف هرشكوفيتش يتسحاقي : وجدت أن خطر المشبوه على أمن المنطقة واضح، ويلزم مواصلة اعتقاله واستئناف التحقيق معه في الايام القادمة.

وكأننا به يرد من سريره المقيد به في زنزانة المستشفى وحراس المسكوبية الذي كنا نطلق عليه "المسلخ" : انت الرائد ميراف هركفوتش يتسحاقي وانا القائد سامر مينا عربيد ، سنرى من سيحاكم من ، هانذا اصبحت اسما حركيا لكل الاحرار في فلسطين والعروبة والعالم والاسلام رغم ان ديانتي التي وجدت عليها هي المسيحية . انا الذي يحاكم هنا يا ميراف ، لاني انا الذي يفهم لغة الزيتون ، وستجدي اولادي الصغار وبقية افراد عائلتي قريبا يقطفونه إذ أينع.

 هل فهمت لماذا اصبح اسمي على كل لسان واسمك الى النسيان ؟ لأني رفضت ان "احكي القصة" .

currency أسعار العملات
17 يونيو 2023
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
الاحتلال يدعس مواطنا ويعتقل آخر خلال اقتحام مخيم عسكر
الاحتلال يدعس مواطنا ويعتقل آخر خلال اقتحام مخيم عسكر
17يونيو، 2023
اقرأ المزيد
القبض على متسبب بقتل مواطن في نابلس
القبض على متسبب بقتل مواطن في نابلس
17يونيو، 2023
اقرأ المزيد
93 عامًا على إعدام أبطال
93 عامًا على إعدام أبطال "ثورة البراق"
17يونيو، 2023
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
ترجيحات بالإعلان عن نتائج
ترجيحات بالإعلان عن نتائج "التوجيهي" بعد منتصف تموز
17يونيو، 2023
اقرأ المزيد
اسعار صرف العملات
اسعار صرف العملات
17يونيو، 2023
اقرأ المزيد
الطقس: أجواء شديدة الحرارة نهارا وغائمة باردة ليلا
الطقس: أجواء شديدة الحرارة نهارا وغائمة باردة ليلا
17يونيو، 2023
اقرأ المزيد