بقلم: د. سفيان أبو زايدة

للشهر السابع على التوالي لم تصلني رسالة من جوال تشعرني بوصول الراتب.

راتبي التقاعدي الذي هو حقي و حق ابنائي.. ليس منه او صدقه او معروف .. انه ادخاري على مدار سنوات من عملي في السلطة اضافه الى اثنى عشر عاما وهي سنوات الاسر التي تحتسب سنوات خدمة وفقا للقانون الفلسطيني الذي يداس بكل النعال وفي وضح النهار.

لم تصلني رسالة بنزول الراتب ، لكنها وصلت الى عشرات الالاف من الموظفين و المستشارين و المتقاعدين.لجأت الى القضاء منذ ستة شهور و ما زالت القضية قيد البحث.

قد يحتاج الى شهور او سنوات لكي تعطي السلطة رد لماذا تم قطع الراتب التقاعدي ووفق اي مصوغ قانوني و من الذي اتخذ هذا القرار ، هل هو رئيس السلطة ام رئيس الوزراء ام وزير المالية .لا يوجد اي مستند قانوني او غير قانوني يشير الى ان هناك مسؤول او جهة هي التي اتخذت القرار .

اشفق على هؤلاء المسؤولين و القيادات الذين يريدون ان يقيموا لنا دولة و يعيدوا لنا اللاجئين و يحرروا البلاد من الاحتلال و لا يستطيعون ليس فقط ان يعيدوا لي حقي المسلوب بل لا يستطيعون التحدث حول هذا الامر.اي جبن هذا ، اي خنوع ، اي ضعف ، اي استسلام .رئيس وزراء و امين سر لجنة تنفيذية و وزراء و اعضاء لجنة مركزية و اعضاء لجنة تنفيذية و مستشارين و رفاق درب متنفذين ، جميعهم في فمهم ماء لا يستطيعون النطق بكلمة حق .

انني اشفق عليهم و على ضعفهم .صعب الشعور ان يعتدى على حق لك في وضح النهار من سلطة انت شاركت في بناءها و كنت احد اركانها و امضيت زهرة شبابك في سجون الاحتلال من اجل التخلص من ظلم الاحتلال لتعاني من ظلم ذوي القربى.

صعب الشعور ان تحرم انت من راتبك التقاعدي في الوقت الذي يتقاضى اشخاص رواتبهم من سلطة انت دفعت ثمنا غاليا من اجل وجودها بينما لم يكونوا قد خلقوا بعد او في الوقت الذي كنت تصلب في اقبية التحقيق كانوا يعيشون متاع الحياة في روسيا و بلدان البلقان و امريكا و اوروبا .

صعب الشعور ان تدفع الثمن في بداية حياتك بينما اخرين عاشوا اجمل ايام حياتهم و انت تدفع الثمن مرة اخرى و لكن هذه المرة ليس من الاحتلال بل من ذوي القربى .

مر علينا الكثير في هذه الدنيا... كان الموت قريبا منا اكثر مره و ذقنا الكثير من العلقم كما كان الكثير من الشهد .

نحمد الله على كل حال ولا يضيع حق وراءه مطالب.