18-06-2023
broadcast
الأخبار
بل يهزمنا الإستسلام للأكاذيب!
11يونيو، 2019 - 08:28م

بقلم: د. أحمد جميل عزم

المقال الذي نشره الباحث والأستاذ في علم الإجتماع بجامعة الكويت محمد الرميحي في جريدة الشرق الأوسط أول أمس تحت عنوان "تهزمنا الثقافة" هو سلسلة من الأفكار المبعثرة التي لا ينتظمها سوى خيط منطقي واحد، وهو إلقاء اللوم على عاتق الفلسطينيين، وفي سبيل ذلك لا بأس من اختلاق الأكاذيب بل وترويج المقولات الزائفة للدعاية الصهيونية.

إن الرفض الفلسطيني لورشة المنامة قدّمه مقال الكاتب باعتباره نتيجة لانخراط الفلسطينيين في صراع إقليمي محوري لم يكونوا في أي يوم من الأيام طرفاً فيه بل والتزموا دوماً سياسة النأي بالنفس عن الإنخراط في هذه الصراعات العبثية. وإذا كان ثمة قوى أو أحزاب سياسية فلسطينية تربطها علاقات بهذا المحور أو ذاك فهذا ليس خاصاً بالفلسطينيين إنما هو الحال في العديد من الدول العربية.

ويجري تقديم ورشة المنامة باعتبارها هي الفرصة الوحيدة لإنقاذ القضية الفلسطينية ولا ينبغي تضييعها، وكالعادة يُطرح التساؤل: ما البديل! ومعروف أن الورشة كما أعلن عن ذلك منظموها الأمريكيون تهدف إلى تجنيد مليارات الدولارات من أجل إستثمارات في المنطقة يذهب أكثر من نصفها لتمويل مشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين.  أين هي المصلحة العربية والفلسطينية في التساوق مع هذه المشاريع؟ وأي عربي يمكن أن "يشتري" هذه "الفرصة" المسمومة التي لن تقتصر نتائجها على تصفية القضية الفلسطينية فحسب بل هي ستقود إلى زعزعة النسيج الوطني لبلدان عربية شقيقة كالأردن ولبنان! وعندما يقترح عليك أحد الإنتحار مقابل مبلغ من المال هل يخطر لك أن تتساءل ما البديل؟ في ورشة المنامة ليس هنالك سوى بائع واحد وهو إدارة ترامب وليس هناك سوى مشترٍ واحد وهو إسرائيل.

وعندما يطالب الفلسطينيون أخوتهم العرب بمقاطعة هذه الورشة فهم بذلك لا يشككون بالموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية بل هم بالعكس يدعون أشقاءهم إلى صون هذا الموقف المشرّف والحيلولة دون السقوط ضحية للمؤامرة الأمريكية التي تهدف إلى تجنيد دعمهم لخطة لم يتبين من معالمها سوى إهداء القدس لإسرائيل وتصفية قضية اللاجئين وشرعنة المستوطنات التوسعية القائمة على الأرض الفلسطينية المحتلة. فهذه هي الوظيفة الحقيقية لورشة المنامة التي يُراد أن يجري بيعها للرأي العام العربي تحت ستار العنوان البرّاق الذي يتحدث عن الإزدهار في ظل السلام.

أين يمكن أن يتحقق هذا الإزدهار إن لم يكن للشعب الفلسطيني أرضٌ يقف عليها وينعم بمواردها ويقرر مستقبله ومصيره على ترابها؟ الإزدهار كطريق للتحرير هو ليس إلاً وهماً، فمن دون الإستقلال الناجز لا يمكن أن يكون هناك اقتصاد مستقر ناهيك عن اقتصاد مزدهر، ولذلك كانت مقولة الرئيس محمود عباس برفض إستبدال مبدأ الأرض مقابل السلام بمبدأ الإزدهار مقابل السلام هي عين الحكمة بجزالتها العربية الفصحى.

من المؤسف أن ينساق كاتب عربي وطني مع الأكذوبة التي تحاول دوماً إلقاء اللوم على الفلسطينيين في تضييع الفرص، الفلسطينيون أقدموا على مجازفة تاريخية كبرى بقبولهم فكرة الحل الوسط القائم على أساس حدود 1967، ولكنهم منذ ذلك الحين لم يتلقوا عرضاً واحداً لا من الجانب الإسرائيلي ولا من الجانب الأمريكي يستجيب لهذا الحد الأدنى الذي قبلوا به رغم ما يلحقه بهم من ظلم تاريخي. وكلّ ما يُشاع عدا عن ذلك هو محض أكاذيب بما في ذلك أسطورة "مؤتمر مينا هاوس" الذي يعلم الجميع أن دعوة منظمة التحرير لحضوره لم تكن سوى دعوة وهمية ما كان مناحيم بيغين ليسمح بعقد المرتمر لو اُستجيب لها، وهو على كل حال لم يكن مؤتمراً للتفاوض على الحل بل كان مؤتمراً للتوقيع على إتفاق جاهز بين الرئيس السادات ومناحيم بيغين.

مرة أخرى نكرر، لنا كل الثقة بإخوتنا العرب ونشكر لهم كل ما قدّموه من أجل قضيتنا، ونتمسك بما قرّروه في قممهم من ثوابت لحل هذه القضية، وندعوهم إلى إحباط المناورات الأمريكية الهادفة إلى النيل من هذه الثوابت. هذا هو موقف منظمة التحرير.

currency أسعار العملات
18 يونيو 2023
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
الاحتلال يحكم بالسجن على شاب من الداخل المحتل
الاحتلال يحكم بالسجن على شاب من الداخل المحتل
18يونيو، 2023
اقرأ المزيد
الإعلان عن مخطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالضفة
الإعلان عن مخطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالضفة
18يونيو، 2023
اقرأ المزيد
مستوطنون يسرقون 10 رؤوس أغنام في سلفيت
مستوطنون يسرقون 10 رؤوس أغنام في سلفيت
18يونيو، 2023
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
مضيفة طيران إيرلندية تثير غضب الإسرائيليين بسبب فلسطين
مضيفة طيران إيرلندية تثير غضب الإسرائيليين بسبب فلسطين
18يونيو، 2023
اقرأ المزيد
أبو بكر: إرجاء إضراب المعتقلين إدارياً عن الطعام للشهر المقبل
أبو بكر: إرجاء إضراب المعتقلين إدارياً عن الطعام للشهر المقبل
18يونيو، 2023
اقرأ المزيد
مساعدة بلينكن تصل اليوم وتعقد لقاءات في المنطقة
مساعدة بلينكن تصل اليوم وتعقد لقاءات في المنطقة
18يونيو، 2023
اقرأ المزيد