28-04-2024
broadcast
الأخبار
القرارات الصعبة بانتظار القمة الفلسطينية - الأميركية! /بقلم: هاني حبيب
05مارس، 2014 - 07:29ص

 "يتوقع الرئيس أوباما من إسرائيل اكثر مما يتوقعه من الفلسطينيين" هذه باختصار حصيلة ما تم الإفراج عنه من معلومات حول "اتفاق الإطار" الذي رسمه وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع اقتراب نهاية المفاوضات على الملف الفلسطيني - الإسرائيلي الذي تم الاتفاق ان تستمر لتسعة اشهر، حصيلة هذا الاستنتاج نجمت عن محورين؛ الاول المقابلة التي أجراها أوباما مع الصحافي جيفري غولدبرغ عشية اجتماعه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، والمحور الثاني هو ما جاء في المؤتمر الصحافي في ختام القمة الأميركية - الإسرائيلية.

وضع أوباما نظيره الإسرائيلي، في أجواء القمة قبل انعقادها من خلال تلك المقابلة الصحافية، اذ انه سيسأله:"إن ليس الآن فمتى" والمقصود الموافقة على خارطة إطار "كيري". الوقت لتحقيق السلام آخذ بالنفاد مع ان ابو مازن جاء بالاعتراف بإسرائيل وحقها بالوجود" وسيسأل أوباما نتنياهو إن لم يوافق على اتفاق الاطار .. فما هو البديل لديه "ويجيب دون انتظار" يصعب التفكير في بديل منطقي" كل ذلك مع تحذير من ان الوقت ينفد "ديمغرافيا" لصالح إسرائيل يهودية، مشيراً الى تزايد تعداد المواطنين العرب في إسرائيل، وبعد التحذير تهديد مفاده ان الولايات المتحدة قد لا تتمكن من إسناد إسرائيل في المحافل الدولية - كما فعلت دائماً - في المستقبل!!

اما في إطار المحور الثاني المتعلق بالقمة الأميركية - الإسرائيلية، فإن نتنياهو، الذي كان مستعداً تماماً، بعد ان تلقى أسئلة الامتحان بوقت كاف قبل الجلوس على مقعد حل الأسئلة، فقد حاول جاهداً إقناع الرئيس الأميركي ان الجانب الفلسطيني هو المسؤول عن الجمود السياسي، الا أن مزامنة صدور تقرير مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، الذي اظهر تصاعد موجات الاستيطان، ساهم في السخرية من هذه المحاولة. وحسب صحيفة "هآرتس" فقد تولدت قناعة تامة لدى ادارة اوباما، ان نتنياهو لم يقم بما يكفي للدفع بعملية السلام ولإقناع العالم والفلسطينيين انه جاء في مسعاه نحو السلام، وأشارت الصحيفة الى ان وزير الخارجية الاميركية جون كيري كان على مبعدة قصيرة من أوباما ونتنياهو اثناء المؤتمر الصحافي في نهاية اعمال القمة بينهما، وعندما تحدث أوباما عن "مباحثات بناءة" اقترب كيري من نائب الرئيس جو بايدن الذي كان بجانبه وهمس باذنه ساخراً "بناءة"!! ظناً منه ان احداً لا يسمعه!!

وحسب معلوماتي المتواضعة المتعلقة بالمصطلحات الدبلوماسية، فإن مصطلح "بناءة" عندما يذكر بعد اي مباحثات، يعني ان لا تقدم جديا او كافيا تم إحرازه، وفي هذا السياق، وفي ظل معرفتي المتواضعة، فاعتقد ان "بناءة" كانت المصطلح المتوافق مع ما تم فعلاً، رغم سخرية جون كيري من استخدام أوباما لهذا المصطلح.. إذ إن الرئيس الأميركي لم يستخدم مصطلح "مثمرة" للدلالة على تقدم في المباحثات بين الجانبين!

وقبل ان يلتقي أوباما مع نظيره الفلسطيني، الرئيس ابو مازن، في السابع عشر من آذار الجاري تناقش في أروقة السياسة الإسرائيلية عدة سيناريوهات، اهمها ان الرئيس الأميركي بات مشغولاً مع كل إدارته بأحداث أوكرانيا، وان الملف الفلسطيني - الإسرائيلي، سيوضع جانبا نسبياً، غير ان هذا الاستنتاج لا يبدو دقيقاً، ذلك ان الولايات المتحدة عازمة على تحقيق انجاز ما، مهما كان بسيطا، بعد تراجعات سياستها الخارجية على اكثر من صعيد، وحسب بعض السيناريوهات الاسرائيلية، فإن حكومة نتنياهو، قد تقبل بالموافقة على اتفاق اطار كيري عندما يتم بلورته بشكله النهائي وطرحه رسميا من قبل ادارة اوباما، ليس لقناعتها بهذا الاتفاق، ولكن لادراكها ان ابو مازن لن يقبل به كونه لا يلبي الحدود الدنيا من المطالب الفلسطينية، وان ابو مازن الثابت على الثوابت الوطنية الفلسطينية لن يفرط او يستسلم تحت اي ضغط او ظرف، خاصة وان الجانب الفلسطيني، رغم ضعفه ما زال ممسكا بخيارات التوجه الى الأمم المتحدة لنيل عضويتها الكاملة، كما يسعى الى نيل عضوية المنظمات الدولية خاصة الجنائية الدولية، في حال فشلت المفاوضات، متسلحاً هذه المرة بمقاطعة أوروبية - أميركية على الصعيد الشعبي والرأي العام لديهما، بعدما تأكد للعالم أجمع أن حكومة نتنياهو غير جادة في السعي نحو السلام، وأنها انما تحاول خداع العالم وسرقة الوقت بهدف استمرار خطتها الاساسية والجوهرية الرامية الى توسيع العملية الاستيطانية وتهويد العاصمة الفلسطينية القدس المحتلة.

وستتضح الصورة بشكل افضل في الفترة التي تنتهي مع لقاء القمة الاميركية - الفلسطينية، هذه الفترة ستشير الى مدى انغماس الإدارة الأميركية على الملف الفلسطيني - الإسرائيلي في ظل أحداث أوكرانيا، كما ستشير الى تداعيات ونتائج القمة الأميركية - الإسرائيلية، وتفاعلات القيادة السياسية في إسرائيل مع هذه النتائج والتداعيات، مع ذلك، فإن الصورة لن تكون واضحة تماماً، الا اذا أصرت إدارة اوباما ان تفرض رؤيتها من خلال "اتفاق الإطار" على الجانبين، مع الإشارة الى ان كلا من الجانبين لهما حق الاعتراض والتحفظ، لكن لا ندري اذا كانت إدارة اوباما، قادرة على وضع "إطارها" هذا موضع التنفيذ الفعلي، خاصة فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، خاصة وان حكومة نتنياهو المحتارة بين اليمين المتطرف واليمين الليبرالي، قادرة على الصمود في وجه الرفض المعلن من قبل أقطاب اليمين المتطرف للعملية التفاوضية من حيث المبدأ، الأمر الذي يجعل إمكانية إقدام إسرائيل على "موافقة تكتيكية" أمراً بالغ الصعوبة، حتى مع رفض الجانب الفلسطيني لهذا الاتفاق!

currency أسعار العملات
28 أبريل 2024
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات
شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات
27أبريل، 2024
اقرأ المزيد
استشهاد 7 مواطنين في قصف للاحتلال شمال شرق رفح
استشهاد 7 مواطنين في قصف للاحتلال شمال شرق رفح
27أبريل، 2024
اقرأ المزيد
تجدد قصف الاحتلال على عدة بلدات جنوب لبنان
تجدد قصف الاحتلال على عدة بلدات جنوب لبنان
27أبريل، 2024
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
إصابات بالاختناق خلال مواجهات مع الاحتلال في مخيم العروب
إصابات بالاختناق خلال مواجهات مع الاحتلال في مخيم العروب
28أبريل، 2024
اقرأ المزيد
البرلمان العربي يطالب مجلس الأمن بتبني قرار ملزم لوقف فوري ودائم للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
البرلمان العربي يطالب مجلس الأمن بتبني قرار ملزم لوقف فوري ودائم للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
27أبريل، 2024
اقرأ المزيد
ريال مدريد يفكر في استعادة 3 معارين
ريال مدريد يفكر في استعادة 3 معارين
27أبريل، 2024
اقرأ المزيد