بقلم: حسن عبد الجواد
رفيقنا الغالي القائد والمناضل الكبير حسين شاهين "أبو عماد" ... يا ابن المخيم وبدايات اللجوء والثورة والكفاح الوطني التحرري، في زمن نفض غبار الهزيمة التي طالت الأنظمة العربية المتهالكة ...
أبو عماد أيها الرفيق الوطني والقومي التقدمي نودعك بحزن وألم كبير يعتصر قلوبنا، كما ودعنا قبل عام ذاكرة اللجوء رفيقنا وحبيبنا صلاح عبد ربة "أبو عصام"، وبعد ذلك رفيقنا المناضل محمد الأطرش "أبو فريد".
أبو عماد نودعك، وأنت من صاحبت الحركة الوطنية الأسيرة ورفاقك في حركة القوميين العرب وفي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، منذ البدايات والمعارك الأولى متحديا ومقاوما المحتل الصهيوني رغم قهره وجبروته، وقد تركت فينا وفي أجيال النكبة، وفي الحركة الوطنية الفلسطينية، وفي رفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فكرا وقيما وجرأة وصلابة وبصمة كفاحية مقاومة لا تزول.
الصديق الغالي أبو عماد يودعك رفاقك الذين جاءوا من كل مكان وأبناء الحركة الوطنية بكل قواها واتجاهاتها وجثمانك الطاهر ملفوفا بالعلم الفلسطيني، ودمك الأحمر القاني يرسم لنا طريق الحرية والخلاص من هذا الاحتلال البغيض الذي سلب كل ما يتعلق بتاريخنا وحياتنا، فيما يصر شعبنا على مواصلة الدرب الطويل الذي كنت ورفاقك وإخوتك من مختلف الفصائل الوطنية "أبو غطاس وجابر وأبو غلوس واحمد عودة وأبو سرور وفنون ومصطفى صافي وشريف عمارنة وإسماعيل نصار" من رواده الأوائل الذين صاغوا لنا مسيرة الحرية والكرامة والتمسك بالحقوق التاريخية غير المنقوصة.
أهلنا في مخيم الدهيشة مخيم البذل والعطاء وتاريخ الفداء والمقاومة نودع وإياكم ابن المخيم حسين شاهين رفيقنا الذي قدم طوال عشرات السنين ومسيرته التضحيات الجسام، وقاد إلى جانب رفاقه وإخوته الأبطال معارك الدفاع عن المخيمات والوحدة الوطنية ومقاومة التوطين وبناء المؤسسات، وفي مقدمتها مركز شباب الدهيشة الاجتماعي ومديرا للمخيم، وفي تقديم الخدمات لأبناء مخيمنا البطل دون كلل أو ملل.
رفيقنا ابو عماد ... معارك عديدة خضتها في مسيرتك الطويلة، وبقيت واقفا شامخا ولم تنحني في وجه رياح الهزائم والمؤامرات التي عصفت بشعبنا وامتنا، ونحن اليوم نودعك رفاقا وإخوة وأبناء اللجوء في مخيمات الوطن والشتات، في مسيرة الكفاح الطويلة من اجل الحرية والكرامة والعودة، شامخين رغم القيد والانقسام وماسي الخريف العربي الذي طال عمقنا الوطني والقومي والعالمي، و متمسكين بمثلث بقائنا و حريتنا المتمثل بحقوقنا ووحدتنا ومقاومتنا طال الزمان أو قصر.
لك منا العهد والوفاء أيها الباحث عن الحرية وكرامة الوطن، فقد علمتنا أن لا كرامة لنا بدون حرية الوطن، ولا كرامة لنا بدون إرادة المقاومة والوحدة.