بقلم: ناريمان عواد
اثبتت الاحداث الاخيرة في المسجد الاقصى وهبة المواطنين المقدسيين للدفاع عن الاماكن المقدسة ، ان القدس ستبقى عصية على المحتل مهما اشتدت سياسات التهويد واقتحامات غلاة المستوطنين ومحاولات السيطرة على الاماكن المقدسة . انطلق المواطنون المقدسيون شيبا وشبانا ، نساءا ورجالا بصدورهم العارية واستبسلوا في الدفاع عن مدينتهم عن مقدساتهم ، لم تنهكهم ساعات الوقوف الطويلة امام الشمس الحارقة اجتمعوا في جسد واحد وفي صورة جمعية سجدوا بين يدي الله في الطرقات وعلى مداخل المسجد الاقصى في جميع بواباته ، لم ترهبهم جحافل الجنود الاسرائيلين المتعطشين للقتل واستخدامهم كل وسائل القمع والترهيب ،استهدافهم بالقتل والرصاص الحي والضرب بالهراوات والمياه العادمة.
وقف المقدسيون بصلابة ، ومعهم كل الاحرار، دافعوا عن مقدساتهم لم تخيفهم التهديدات ولم تردعهم الاجراءات العسكرية الممنهجة ولا الملاحقات ولا الاعتقال وانتصروا في معركتهم معركة الدفاع عن الاقصى والمقدسات .
واذا كانت هذه الوقفة المشرفة للمقدسيين دفعت بالقيادة الفلسطينية الى تخصيص الموازنات لدعم المقدسيين بكافة شرائحهم ، وبرغم تقديرنا لهذه الخطوات ، الا اننا نقول ان القدس تحتاج الى موازنات اكثر بكثير للحفاظ على ارثها الحضاري المهدد بالسلب والمصادرة ولتعزيز صمود مواطنيها الذين يعانون مرارة لقمة العيش والبطالة والكارثة الانسانية الذي يعيشها المواطن المقدسي الملاحق من الاجهزة الامنية ومؤسسات دولة الاحتلال التي تجهز على جسده المنهك ولا يجد اي سند غير الابتهال الى الله ان ترفع عنه هذه المصائب التي لا يجد حلا لها .
والسؤال الذي يطرح نفسه اما آن الاوان ان تنتبه القيادة الفلسطينية الى ضرورة تولي المقدسيين اصحاب الخبرة والكفاءة ادارة مؤسسات دولة فلسطين ، لتوجيه رسالة واضحة للعالم اجمع ان القدس حاضرة في كافة مناحي الحياة الفلسطينية وان رام الله لن تكون لا عاصمة مؤقتة ولا عاصمة دائمة للشعب الفلسطيني ، وضرورة تبني برنامج عمل وخطة مدروسة وموازات كبيرة تعزز الوضع التعليمي والصحي والاقتصادي والانساني للمواطنين المقدسيين .
القدس بوابة الحرب وبوابة السلام منها انطلقت شرارة المقاومة ومنها ستعلن دولة فلسطين كاملة العضوية .