بقلم: يوسف شرقاوي
محمد لم يتجاوز ال"9سنوات" من عمره ،يعمل اوقات فراغه ببيع "الأسكيمو" في صندوق خشبي مثلج من الداخل كي لاتفسد بضاعته،يحمل هذا الصندوق الخشبي،الثقيل على طفل لم يتجاوز من العمر ال"9 سنوات".
مر من جانبنا على محور "بيت ايل" ونحن منهمكين بعمل جدارية من زجاج للقائد الوطني الأسير مروان البرغوثي،والذي يمثل حاليا مع رفاقه الأسرى المضربين عن الطعام في المعتقلات الآسرائيلية "قطعة زجاج " الراحل توفيق زياد شاعر المقاومة.
كان عددنا يتجاوز ال "20 فردا" بقليل وزع علينا " الأسكيمو" ولم يقبل ان يأخذ ثمنها،قائلا: بأنني لا أقدم شيئا للأسرى ،وهذا اقل مايمكن تقديه لهم ولصمودهم المشرف،وقال حزينا هل باستطاعتكم ان تبلغوا تحياثي لمروان البرغوثي،واحمد سعدات ،وكريم يونس ولكافة الأسرى؟
انا محمد من مخيم الجلزون سأقف معهم غدا ولن اتناول الطعام،لأنهم اعادوا لنا كرامتنا المهدورة.
اصر القائم على هذا العمل الفنيّ"محمد الخطيب" على اعطائه ثمن "الأسكيمو" واهداه قميصا عليه صور الأسرى.
نعم يامحمد سنبلغ تحياتك لزوجة المناضل مروان البرغوثي،المحامية فدوى البرغوثي،ولصمود كريمة المناضل احمد سعدات،ولذوي كريم يونس في واد عارة ،ولكافة خيم الأسرى المنصوبة في ساحات الوطن.
محمد انت شهما في طفولتك وستحتفل معنا عندما ينتصر الأسرى على القيد والجلاد،وهذا اليوم ليس ببعيد،مادام يوجد امثالك في صفوف هذا الشعب المقهور والمكافح.