بقلم: غادة بدوان
يعقوب شاهين...بملامحه التي تعكس شفافية وجمال ازقة بيت لحم الأعتق والأعرق من ذاكرة البشرية جمعاء, وبنظرة عينيه البريئة التي تحمل في عمقها حزنا أشبه بحزن المسيح... وبصوته الذي يحملك الى ازمان غابرة, الى كاتدرائية قديمة في روما تضج جدرانها وسقوفها بلوحات ميكل انجلو ودافنتشي.
أقول بصوته! صوته الذي يشد الحواس الستة معا ويحرض الخيال على التحليق عاليا فوق الغيوم, صوته الذي استطاع ان يعبر القارات جميعا ويوحد مابين اشتات امة هدتها الصراعات وطال حزنها.
انا لا اتحدث هنا عن يعقوب الانسان او الفنان وانما اتحدث عن تلك اللمسة السحرية الكامنة في صوته والتي استطاعت ان توحد الناس جميعا باختلاف اهوائهم واعراقهم ودياناتهم لكأنما بعصا الساحرة! وتجعل الكل يلتف من حوله تسكرهم نبرات صوته من خمر حلال لذّة للشاربين.
يعقوب ابن هذه الارض الطيبة, ابن زيتها وزيتونها ونكهات توابلها التي تعلو بروائح طيبة غصبا عن قنابل الغاز ودخان المدافع. يعقوب سفير السلام وابن مدينة السلام ومنارة السلام في وطن مذبوح منذ تسعة وستون عاما.
لم يفز يعقوب بمحبوب العرب وحسب وانما فاز بقلوبنا ومحبتنا وانطلق يصدح في فضاءات الكون مؤكدا ان على هذه الارض مايستحق الحياة ولست ابالغ اذا اقول بأني ارى فيه قيصر هذا الجيل. اراقب حفلاته في السويد ويتأكد لي اكثر بأنه حقا ذلك النجم الذي سيضيء عالم الفن لعقود قادمة وسيؤكد مرارا وتكرارا بأن هذا الشعب قادر على هزيمة المستحيل.