بقلم: عوني المشني

ليست نتائج الصندوق دوما صحيحة ، الصندوق جلب هتلر للحكم وجلب معه حربا قتلت اكثر من خمسون مليون انسان، الصندوق جلب بوش الابن الذي قتل او ساهم في قتل اكثر من مليون عراقي ، الصندوق جلب نتنياهو الذي يبشر اليهود " بالعيش على حد السكين للأبد " .

الصندوق جلب ترامب الذي يضع العالم ، كل العالم حلى حافة الحروب الدينية المجنونة نتاج سياساته العنصرية ، احيانا ، وأحيانا كثيرة يتم تضليل الجمهور او خداعه وتخرج نتائج الصندوق معاكسة للقيم الديمقراطية والإنسانية

احيانا يعاقب الجمهور القوى السياسية العاقلة لتقاعسها فيأتي بقوى مجنونة ، احيانا يجريي العبث بالمزاج العام فتخرج النتائج بعكس ما يرجى ، وفِي مثل هكذا حال يفترض بالقوى العاقلة ، المسؤولة ، الاخلاقية ، والمتزنة ان تتحرك لإنقاذ الوضع وعبر طرق مسؤولة أيضا .

ترامب ليس حالك استثنائية ، الجمهور الامريكي الذي جن جنونه من مسلك بوش الابن ذهب الى ردة فعل معاكسة تماما فأتى باوباما ، اسود من أصول إسلامية أفريقية ، انها ردة فعل متطرفة جدا الى حد الجنون ، لكن وبدل ان يتعقل الجمهور الامريكي ذهب في الانتخابات الاخيرة الى ردة فعل معاكسة فأتى بترامب !!!!!!

كأن الاعتدال في ردة الفعل لم تعد قائمة في امريكيا !!!!!!! امام هذا الحال لا يعقل ان من يحمل الحقيبة النووية في العالم ويتحكم بأمن الكون باجمعه بان يكون شخص مشكوك في سلامته العقلية مثل ترامب ، وليس معقول ان شخصا لا يوجد لديه لشعبه سوى بشرى الحرب التي لا نهاية لها مثل نتنياهو اون يستمر لأطول فترة حكم في اسرائيل، لا اعرف من الأفضل دكتاتور عاقل أم ديمقراطي مجنون ، ربما الأفضل من الاثنين ديمقراطي عاقل ، لكن اذا لم يتوفر فيجب البحث عن طريقة لإيجاده .

ان الشعوب تمتلك أدوات للتغيير غير الصندوق ، انه المنطق أقوى من ردة الفعل المزاجية في اسرائيل هناك مسارا للتحقيق يفضي في النهاية في إنهاء هذا الكابوس في امريكيا أيضا هناك مسار تحقيق يفضي في النهاية الى إنهاء هذا الكابوس لن تنتظر الشعوب بنخبها العاقلة حتى تحل الكارثة لتصحو وتصحح ردة فعلها الخطأ كما حدث في ألمانيا لن تنتظر الشعوب بنخبها العاقلة اذا كانت الديمقراطية نظام مقدس يجب احترامه فان السلم العالمي وحياة البشر اكثر قداسة وحينها لن تعدم الشعوب بنخبها العاقلة وسيلة لتغيير الوضع القائم حفاظا علو مستقبل الانسانية ان الشعبين الاسرائيلي والأمريكي في النهاية يدركان ان تحالف ترامب نتنياهو سيقود الى دمار لا يعرف نهايته.

ان تحالف التطرّف مع الانفصام المرضي لا يؤدي الا الى كارثة ، هنا دور النخب العاقلة ، النخب المسئولة ، النخب المبادرة ، ستجد طريقة سلسة قانونية ومنطقية للتغيير قبل ان تحل الكارثة هل بدأت هذه الخطوة ؟؟؟.

في اسرائيل نعم بدأت في امريكيا نعم بدأت والمسألة مسألة وقت لن تسمح النخب العاقلة في كلا الدولتين بالكارثة وبعد !!!! وبعد العالم يحتاج الى زعماء يتصفوا بالتوازن والمسئولية اكثر من ترامب ونتنياهو ، العالم يحتاج الى زعماء قادرين على صناعة الاستقرار والسلام اكثر من قدرتهم على صناعة الحرب والدمار ، العالم يحتاج الى بشرى بالرخاء وليس بشرى العيش على حد السكين . العالم يحتاج لزعماء لديهم مسئولية اخلاقية اتجاه عالمهم وبيئتهم ومجتمعاتهم ، ترامب ونتنياهو ليسوا من هؤلاء .